مشكلات
في النطق

غالبًا ما يمتلك الأطفال طرائقهم الفريدة في لفظ بعض الكلمات.
ولكن إذا تبين أن أطفالكم يحتاجون إلى المساعدة لإتقان الكلام، فمن الأفضل أن تبدئي بذلك في وقت مبكر.

ماريسا كوهين
Marisa Cohen

يحتاج الطفل إلى التمرين لأشهر قبل أن ينجح في كتابة اسمه بخط واضح، قد يحتاج إلى التمرس مرارًا وتكرارًا على بعض الكلمات قبل أن يصبح قادرًا على نطقها بالشكل الصحيح. بل حتى في هذه الحالة، قد يكون متأخرًا عن أترابه. بحسب ما يؤكد د. جوزيف دوناهر Joseph Donaher، اختصاصي مشكلات النطق واللغة في مركز تواصل الأطفال Centre for Childhood Communication التابع لمستشفى فيلادلفيا للأطفال، تحتاجين في المقابل إلى التنبه لبعض العثرات التي قد تعترض طريق صغيرك.

1 سوء اللفظ | عندما يبدأ الأطفال بتعلم الكلام، غالبًا ما يعمدون إلى تبديل حرف بآخر (فيقولون مثلاً «كوز» بدلاً من «موز») أو يلفظون نصف الكلمة فقط («فاحة» بدلاً من «تفاحة»). ولكن يُفترض بهم أن يلفظوا الكلمات بوضوح أكبر فيما تتطور مهاراتهم اللفظية الحركية. وهم غالبًا ما يبدؤون بلفظ أحرف الميم والدال والباء أولاً مع بلوغهم الشهر السادس إلى الثاني عشر من العمر (لذا تكون ألفاظ «ماما»، و«بابا»، و«دب» هي الألفاظ الأكثر شيوعًا في هذه السن). وتلي هذه الأحرف، الفاء، والجيم، والهاء والكاف والتاء والواو التي يُفترض بابن الأربعة أعوام لفظها بوضوح تام. في المقابل، تشكل بعض الكلمات تحديًا كبيرًا للصغار. وبحسب باتريسيا هاماغوتشي Patricia Hamaguchi، اختصاصية تشخيص أمراض النطق لدى الأطفال ومؤلفة كتاب Childhood Speech, Language and Listening Problems: What Every Parent Should know (مشاكل السمع والنطق واللغة لدى الأطفال: ما يجدر بالوالدين معرفته)، من الشائع أن يقول الولد «أزلق» بدلاً من «أزرق» و«ألنب» بدلاً من «أرنب». وتؤكد دوروثي دوغرتي Dorothy Dougherty، اختصاصية أمراض النطق لدى الأطفال ومؤلفة كتاب Teach me how to say it right (علمني كيف ألفظها بشكل صحيح)، أن الأطفال قد يحتاجون إلى الانتظار حتى بلوغهم السابعة أو الثامنة من العمر لكي يلفظوا بالشكل الصحيح كلمة تجمع بين السين والباء والراء، أو بين السين والكاف والراء، أو بين السين والباء واللام.
متى تلجئين إلى أهل الاختصاص؟ عندما يثير كلام طفلتك المشوه القلق لديك وتقررين طلب المساعدة، اعمدي أولاً إلى مقارنة طريقة لفظها للأحرف بالرسم البياني الموضوع استنادًا إلى عمر الطفل في معهد نمو الطفل (Childdevelopmentinfo.com). إنما يبقى العنصر الحاسم في هذا السياق مقدار فهم الآخرين لما تقوله الصغيرة. فبحسب الخبيرة دوروثي، «حينما تبلغ ابنتك الثالثة من العمر، يُفترض بأفراد العائلة والمربية أن يفهموا نسبة 75% إلى 100% مما تقول. ومع بلوغها الرابعة من العمر، من المفترض أن يتمكن معظم الأشخاص من فهمها». إذا كان هذا حال صغيرتك، فلا داعي لأن تتخذي أي إجراء. أما إذا بدأت تنزعج من اضطرارها إلى تكرار الجمل أكثر من مرة، أو إذا كان نطقها يختلف اختلافًا كبيرًا عن نطق رفاقها في المدرسة، أو إذا غدت تدرك أنها تعاني مشاكل في النطق وتمتنع عن رفع يدها في الصف، فمن الضروري إخضاعها لتقييم من قبل اختصاصي في النطق.

2 اللثغ /اللدغ | يصعب على الأطفال لفظ حرف السين وحرف الزال. هذا ما يؤكده أي طفل يحاول قول «سامي السائس». ويُعدُ اللثغ أمرًا شائعًا لدى الأطفال الذين لا يزالون يحتفظون بسني الحليب الأماميين، أو الذين فقدوا الأسنان الأمامية، فيلفظون السين «ثاء». وتفسر دوروثي Dorothy هذا الأمر بالقول: «إن أسنان الأطفال أصغر حجمًا من أسنان الكبار. لذا توجد مسافة أكبر أمام اللسان للانزلاق خارجًا أو للهواء للتسلل عبر الأسنان، ما يؤدي إلى اللثغ». الجدير بالذكر أن مص الإبهام واستعمال المصاصة بعد عمر السنتين يعززان تفاقم هذه المشكلة، ذلك أن هاتين العادتين تمارسان ضغطًا على الأسنان فتولدان فجوة ينزلق اللسان عبرها. وقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين استخدموا المصاصة مدة ثلاث سنوات يعانون مشاكل في النطق أكثر من الأطفال الآخرين بثلاثة أضعاف.
متى تلجئين إلى أهل الاختصاص؟ اصطحبي ابنتك إلى اختصاصي في مشاكل النطق في حال استمر اللثغ لدى بلوغها الخامسة من العمر. وتقول هاماغوشي في هذا السياق: «قد يتمكن الاختصاصي من تقديم الاقتراحات لحل هذه المشكلة دون المزيد من العلاجات. لكن بعض اللثغ ينتج عن مشكلة كامنة لا تزول من تلقاء نفسها. وتتمثل إحدى هذه الحالات في مص اللسان (حيث يندفع لسان الطفل إلى الأمام عندما يبلع أو يتكلم)، ما يتطلب علاج نطق لمساعدة الطفل على البلع والتكلم بالشكل الصحيح. وقد يكتسب الطفل عادة اللثغ في حال أصيب بتحسسات في الأنف والمنخرين، أو تضخم اللوزتين ما يدفعه إلى التنفس مفتوح الفم ولسانه ممدود إلى الأمام. إذا شككت في إحدى الحالتين، فاصطحبي طفلك إلى طبيب لأمراض الأنف والأذن والحنجرة لكي يعاينه، علمًا بأنه قد يحتاج، أيضًا، إلى علاج لدى اختصاصي في مشاكل النطق.

3 التلعثم | يردد الأولاد، في غالبيتهم، كلمة أو كلمتين لكي يكسبوا وقتًا يستجمعون فيه أفكارهم (أريد أن أذهب... أن أذهب... إلى الشاطئ). ويمر طفل من أصل 5 أطفال عمرهم 3 سنوات بمرحلة يكرر فيها الصوت الأول من الكلمة (ما-ما ماذا يمكنني أن آكل؟) أو يستخدم «ممم» أو «آه» فيما تتطور مهاراته اللغوية. في العادة، هذه المشاكل البسيطة تظهر وتختفي ولا تشكل بوجه عام أي مصدر قلق. إنما في حال استغرقت مشاكل النطق هذه أكثر من 6 أشهر، أو متى لاحظت أن طفلك يبذل جهدًا ليخرج الكلمات، أو يتفادى التكلم لأنه يشعر بالإحباط، فمن المحتمل أنه يعاني التلعثم. وقد أظهرت الأبحاث أن التلعثم خلل عصبي متوارث في العائلات وأكثر شيوعًا لدى الصبيان منه لدى الفتيات.
متى تلجئين إلى أهل الاختصاص؟ عليك أن تستشيري اختصاصي نطق إن كان طفلك يتلعثم منذ أكثر من ستة أشهر. فضلاً عن ذلك، يجدر بك اصطحابه إلى اختصاصي في النطق في حال شعرت بأن التلعثم يزداد سوءًا (إذا لاحظت أنه يعمد إلى تمطيط الكلمات أكثر أو لا يصدر أي صوت لثوان عدة فيما يعاني ليحسن لفظ بعض الكلمات). ويقول د. دوناهر: «إن الخبر السعيد يتمثل في كون معظم الأولاد الذين يعانون التلعثم يتخطونه في غضون 12 شهرًا إن أخضعوا للعلاج المناسب. في المقابل، كلما أطلت الانتظار في استشارة اختصاصي أو في معالجة الطفل، ازدادت صعوبة معالجة التلعثم».